دور المرأة في بناء المجتمع
صفحة 1 من اصل 1
دور المرأة في بناء المجتمع
المرأة في الإسلام
لماذا الهجوم على موقف الإسلام من المرأة ؟
إنّ
دراسة هذه المسألة (مسألة حقوق المرأة في الإسلام) لهي من أهم المسائل
والقضايا الفكرية والحضارية في الوضع الراهن، فلم يزل خصوم الإسلام
والمقلِّدون لهم ومن يجهلون الفكر والأحكام والمفاهيم الإسلامية يواصلون
هجومهم الظالم على الفكر والتشريع الإسلاميين، مدّعين ظلامة المرأة في
الإسلام .
ومن دراسة وتحليل عناصر هذه المعركة الفكرية (معركة حقوق
المرأة) بين الإسلام والمادية العلمانية يتّضح لنا أنّ محور المعركة يدور
حول مسألة أساسية هي أنّ الفكر العلماني ينادي بالاباحيّة والانحلال
الجنسي، تلك النظرية التي تتحوّل فيها المرأة إلى أداة متعة وإشباع غريزي
يقود إلى تدمير الاُسرة والمجتمع والمرأة . في حين ينادي الإسلام بتكريم
المرأة والترفّع بها عن هذا المستوى المتدنِّي ومنحها الحقوق والمكانة التي
تؤهِّلها لمشاركة الرّجل في بناء الحياة والتعبير عن انسانيّتها على أسس
إنسانية رفيعة سنعرِّف بها في هذا البحث بشكل موجز .ويجدر بنا قبل الحديث
في هذا الموضوع أن نعرِّف بالأسباب الأساسية لهذه المعركة (معركة حقوق
المرأة) واتّهام الإسلام بغمط المرأة حقّها .
إنّ الكتّاب والمفكّرين
الإسلاميين ودعاة الإسلام وعلماء ومؤسّسات الدعوة والثقافة الإسلامية، لا
سيّما أبناء الجاليات الإسلامية في العالم غير الإسلامي وبالأخصّ في أوربا
وأمريكا، إنّ كل هؤلاء يتحمّلون واجبهم في التعريف بهذه المسألة الهامّة،
من خلال البحوث والدراسات والمؤتمرات والندوات على الأصعدة جميعها،
السياسية والنفسية والاجتماعية والأسرية والمدنية المختلفة .إنّ أهم الأسباب الكامنة وراء عمليات الهجوم على الفكر الإسلامي في هذا المجال يمكن تلخيصها بالآتي :
تعريف المجتمع
بسم الله الرحمن الرحيم
المجتمع:هو
تلك الهيئة الإنسانية المكوّنة من أفراد تربط بينهم روابط عقيديّة ومصالح
حيويّة محدّدة.وإذا كان هذا هو تعريف المجتمع بصورة عامّة، فإنّ المجتمع
الإسلامي هو المجتمع الذي تبنى فيه الروابط والعلاقات وتنظّم المصالح فيه
على أساس الإسلام .
ويمكننا أن نعرِّف المجتمع الإسلامي بأنّه : «كل
جماعة سياسية مستقرّة في بقعة من الأرض تؤمن بالإسلام، وتقيم علاقاتها
ونظام حياتها على أساس الإسلام» ، فالمجتمع الإسلامي مجتمع عقائدي له
خصائصه وصفاته المميّزة له عن غيره من المجتمعات، فهو مجتمع يتميّز بأفكاره
وقيمه وأخلاقه وقوانينه ونظم حياته وسلوكه وأعرافه .
ولقد لخّص القرآن الكريم تلك الصفات والميّزات بقوله :
(صِبغَةَ اللهِ ومَن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) .(البقرة / 138)
المرأة والحضارة الماديّة
إنّ دراسة تاريخ الشعوب والمجتمعات على امتداد عصورها تكشف عن معاناة المرأة واستغلالها واضطهادها .
ولم
يكن هناك من نظام، أو عقيدة رفعت عن المرأة كابوس الظلم والاضطهاد
والمعاناة غير المبادئ الإلهيّة التي تجسّدت بأرقى صورها في الرسالة
الإسلامية الخالدة .
وقبل أن نُعرِّف بقيمة المرأة وحقوقها ومكانتها
المرموقة في الإسلام فمن المفيد أن نورد بعض الاحصاءات التي تحدّثت عن محنة
المرأة ومعاناتها في الحضارة المادية الحديثة التي تقودها أمريكا وأوربا،
والتي ترفع شعار حقوق المرأة .
إنّ الأرقام والإحصاءات تؤكِّد أنّ الإنسان المضطهد في هذه الحضارة، والذي تحوّل الى رقّ وأداة للاستمتاع هو المرأة .
وفيما يلي ننقل بعضاً من هذه الإحصاءات والأرقام الناطقة :
«في
تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ 70 % من 3ر1 مليار انسان يعيشون دون
مستوى الفقر الكامل في العالم هم من النساء، وهناك حوالي 3ر2 مليار امرأة
اُميّة في العالم .
وتتعرّض ثلث النساء في النرويج وأمريكا وهولندا ونيوزلندا إلى الاستغلال الجنسي .
وفي أمريكا تواجه امرأة واحدة كل 8 ثوان سوء التعامل فيما تتعرّض كل 6 دقائق امرأة واحدة إلى الاغتصاب» .
يضيف التقرير : «أنّ نصف مليون امرأة تموت سنويّاً نتيجة الحمل وأعراضه، وتشكِّل النساء الشابّات 40 % من هذا الرقم .
كما
إنّ أجور 828 مليون امرأة تعمل في النشاطات الاقتصادية، تقل بنسبة 30 إلى
40 % عن أجور الرّجال. ولا تشملهنّ من الاعتبارات البنكية في العالم سوى
10 % من هذه الاعتبارات» .
وجاء في تقرير آخر :
«بناء على دراسة
قامت بها وزارة العدل الامريكية، تحدث في أمريكا سنويّاً (310) ألف عملية
اغتصاب، أو محاولة اغتصاب، أو محاولة اغتصاب ضدّ النسوة، وهذا ضعف الرقم
المعلن من قبل الشرطة الفيدرالية الامريكية .
وحسب تقرير وكالة الأنباء
الفرنسية من واشنطن، هناك في السنة حوالي نصف مليون حالة تعرّض جنسي للنساء
في أمريكا .هذا في الوقت الذي لم تعلن الشرطة سوى عن وجود حوالي (140) ألف
حالة اغتصاب، أو محاولة اغتصاب في أمريكا، وذلك حسب آخر الإحصائيّات
المنشورة من قبل الـ (أف . بي . آي) » .
وجاء في تقرير نقلته جريدة اطّلاعات الإيرانيّة ـ العدد 20401 عن وكالة الأنباء الإيرانية في روما ، ما يأتي :
«تتصاعد
بشدّة موجة العنف داخل العوائل الإيطالية، وقد ازدادت حالات مقتل الآباء
على أيدي الأبناء ومقتل الأبناء بأيدي الآباء، عمّا كانت عليه في السّابق .
كتبت
صحيفة (لارپوبلكيا) الايطالية مؤخّراً نقلاً عن التقرير السنوي لاتّحاد
(اوروسپس) للاحصاء؛ سُجِّلت في الأشهر العشرة الاُولى من عام 1994، (192)
حالة عنف داخل العوائل الايطاليّة، انتهت (129) حالة منها بالقتل .
وحسب
هذا التقرير فإنّ هذا النوع من العنف بلغ عام 1993، (112) حالة تركت ما
يقارب هذا الرقم من القتلى .الجدير بالذكر انّ 1ر40 % من الجرائم العائلية
حصلت في شمال ايطاليا و 8ر43 % منها حدثت في الجنوب و 1ر16 % كانت في
الوسط الايطالي .
وكانت أكثر عمليات القتل العائلي لعام 1994 قد حدثت في
محافظة (لومباردي) بشمال إيطاليا».ونقلت صحيفة جمهورى اسلامى ـ العدد 4485
ـ خريف 1994 التقرير الآتي :
«نشرت مجلّة اپيدميولوجي (علم الأوبئة)
التابعة لمنظّمة الصحّة العالمـية ( WHO ) في عددها الحادي عشر (صيف 1993)
آخر الإحصائيات العالمية الشاملة للإصابة بالإيدز موزّعةً حسب مناطق العالم
المختلفة .وتشير هذه الإحصائية أنّ عدد الإصابات بالإيدز والمثبتة عند
المنظّمة حتّى شهر حزيران لعام 1993 يبلغ (718894) إصابة .
(371086)
إصابة منها في القارّة الامريكية، و (247577) إصابة في القارّة الأفريقية، و
(92482) إصابة في أوربا، و (4188) في استراليا، و (3561) في قارّة آسيا .
وحسب
البلدان فانّ أعلى نسبة هي الخاصّة بالولايات المتّحدة، حيث سجّلت
(289320) إصابة تليها تنزانيا بـ (38719) إصابة، ثمّ البرازيل (36481)
إصابة، وكينيا (31185) إصابة، وأوغندا (34611) إصابة، وبريطانيا (26955)
إصابة، وفرنسا (24226) إصابة، وزائير (21008) إصابة، واسبانيا (18347)
إصابة، وإيطاليا (16860) إصابة، والكونغو (14655) إصابة، وتأتي بقيّة
البلدان في المراتب اللاّحقة .
وكما يلاحظ فإنّ الولايات المتّحدة لا
تحتل المرتبة الاُولى من حيث الاصابات فحسب، بل وتختلف اختلافاً مذهلاً عن
البلدان التي تليها. كما إنّنا لو أخذنا النسبة المئويّة للأرقام لوجدنا
أنّ المصابين في الولايات المتّحدة يشكِّلون 40 % من كل المصابين في 150
دولة في العالم، هذا بالرغم من أنّ سكّان الولايات المتّحدة ليسوا سوى 5 %
من مجموع السكّان في العالم» .
وجاء في تقرير آخر نقلـته جريدة اطّلاعات الإيرانيّة ـ العدد 20482 ـ 21 مايس 1995، عن مراسلها في مدريد ما يلي :
«في
عام 1960 كان 82 % من الإطفال يعيشون في ظلال آبائهم، والآن يعيش 60 %
منهم بلا آباء. الطّلاق وتزمّت الاُمّهات يؤدِّي إلى هروب الرّجال من
المنازل. يقول الكاتب الامريكي (ديفيد بلنك هورن) في كتابه الذي حقّق
مبيعات عالية جدّاً (أمريكا بلا أب) بعد أن ذكر الاحصائيات أعلاه : أن
يكون هنالك آباء صالحون أمر يحتاج إلى نموذج نسوي (أي يحتاج إلى نساء
صالحات) وهذا هو السّبب في هروب الآباء الأمريكيين من المنازل .
ويقول
مراسل صحيفة آل پاييس الاسبانية في تقرير من أمريكا : إنّ الاهتمام الزّائد
بالنساء في المجتمع الأمريكي انتهى بضرر الآباء هناك، وحرم الأبناء من
ظلال آبائهم حتّى أصبح التوفّر على الآباء من الأحلام المستعصية التحقّق في
أمريكا» .
وفي تقرير عن ظروف الطفل في بريطانيا نقلت جريدة اطّلاعات ـ العدد 20407 ـ 31 يناير 1995، عن وكالة أنباء (إرنا) من لندن ما يلي :
«انتقدت الأمم المتّحدة في تقرير بشدّة وضع الأطفال في بريطانيا وقوانين ونظم رعاية الأطفال في تلك البلاد .
وحسب
هذا التقرير الذي أعدّته لجنة حقوق الأطفال في منظّمة الأُمم المتّحدة،
فإنّ القوانين الحاكمة في بريطانيا فيما يتعلّق بصحّة وتعليم الأطفال
وضمانهم الاجتماعي، لا تأخذ بنظر الاعتبار بمبدأ أنّ تلك القوانين يجب أن
تكون باتجاه ضمان مصالح الأطفال .
ويرى المتخصِّصون في لجنة حقوق
الأطفال في منظّمة الأُمم أنّ القوانين الخاصّة بالأطفال في بريطانيا
تركِّز في الغالب على معاقبة وحبس الأطفال والمراهقين المنحرفين .
ومن
مواضع النقد في التقرير تزايد عدد الأطفال الانجليز الذين يعيشون دون مستوى
الفقر، وتفاقم معدّلات الطّلاق، وانحسار المساعدات الحكومية للعوائل
الفقيرة، وازدياد عدد الأطفال والمراهقين المتسكّعين المتسوِّلين في
الشّوارع .
كما أعرب كتّاب التقرير عن قلقهم بخصوص سوء المعاملة والاستخدام الفيزياوي والجنسي الذي يتعرّض له الأطفال .
وحسب
ما ذكرته مصادر الأُمم المتّحدة فإنّ تقارير هذه المنظّمة حول وضع الأطفال
في السويد والنرويج والدنمارك تماثل في انتقاداتها التقرير الخاص
ببريطانيا» .
وجاء في جريدة جمهوري اسلامي ـ العدد 4485 :
«وحسب
وكالة إرنا من بون، فقد ذكر تقرير دائرة الإحصاء الألمانيّة (1993) أنّ
عدد الأمّهات اللّواتي يربِّين أبناءهنّ بمفردهنّ في تزايد سنوي دائم،
ويضيف : يوجد حاليّاً 455 ألف اُم في الولايات الشرقية من ألمانيا (21 % من
مجموع الأمّهات في هذه الولايات) يربِّين أطفالهنّ بمفردهنّ .
وفي
مقابل ذلك توجد من 7 ملايين اُم في الولايات الألمانية الغربية 915 ألف اُم
(12 % من الأمّهات) يتحمّلن بمفردهنّ مسؤولية تربية أطفالهنّ .
وبهذا يكون هنالك مليون و 370 ألف اُم من بين 9 ملايين و 260 ألف اُم في ألمانيا يربِّين أطفالهنّ لوحدهنّ .
وطبق
هذا التقرير فإنّ 46 % من هذه الاُمّهات في الولايات الشرقية و 30 % منهنّ
في الولايات الغربية لم يتزوّجن بصورة رسميّة . و 43 % من هذه الاُمّهات
تطلّقن من أزواجهنّ، ولانّ قيمومة الابناء في ألمانيا بيد الاُمّهات
فعليهنّ تحمّل مسؤوليّة التربية .
هناك أكثر من 26ر9 مليون اُم في
ألمانيا لهنّ أبناء غير بالغين دون 18 سنة، و 4ر5 مليون منهنّ يعملن خارج
البيت دواماً كاملاً، أو نصف دوام، فضلاً عن مسؤوليّاتهنّ في البيت، ومهام
تربية الأطفال .
الجدير بالذكر أنّ معدّلات الطّلاق في ألمانيا تضاعفت
حاليّاً عمّا كانت عليه عام 1968، وازدادت من 65 ألف حالة عام 1968 إلى 135
ألف في السنوات الحاضرة . وتُسجِّل سنويّاً 390 ألف عمليّة زواج في
ألمانيا تنتهي 33 % منها إلى الطّلاق، وحتّى هذه النسبة تصل في المدن
الكبيرة مثل هامبورغ إلى 50 % » .
ونقلت جريدة اطّلاعات ـ العدد 20503، عن الامم المتحدة ـ إرنا ما يلي :
«المساعدات الأمريكية لمنظّمة اليونيسيف بالقـياس إلى دخلها القومي، أقل من العشرين بلداً الصناعية في العالم .
أعلن
عن ذلك صندوق رعاية الأطفال في الاُمم المتّحدة وأضاف : مع إنّ أمريكا
بدفعها 7ر9 مليار دولار تحتل المرتبة الثانية بعد اليابان في مقدار دعم
اليونيسيف . ولكن هذا المبلغ ليس إلاّ 15ر0 بالمئة من دخلها القومي، في حين
تحتل هولندا والدول الاسكندنافية المرتبة الاُولى في هذا المجال، إذ تصل
مساعداتها إلى 8ر0 بالمئة من دخلها القومي .
وقد أعرب المسؤولون في
اليونيسيف عن قلقهم إزاء انحدار مستوى المساعدات الخارجية من الدول الغنية
للبلدان النامية وأضافوا : إنّ هذا يحصل في وقت تتزايد فيه أهميّة دعم نمو
وصحّة الأطفال وتحسين ظروف عمل الاُمّهات في البلدان النامية إلى أقصى
الدرجات .
وحسب هذا التقرير، يقضي سنويّاً 13 مليون طفل في العالم نحبهم
نتيجة أمراض ذات الرئة والإسهال والحصبة .كما يعاني 200 مليون طفل في
العالم من نقص فيتامين A الذي يؤدِّي نقصه الحاد إلى فقدان البصر !!! » .
وفي
تقرير آخر نقلته جريدة اطّلاعات ـ العدد20370 ـ 15ديسمبر1994،جاء ما
يلي:«عن طهران ـ إرنا وجود ما يقارب نصف مليون طفل متسكِّع في أمريكا،
يطرح مرّة أخرى على بساط البحث موضوع بناء دور الأيتام التي يعتبرها
المجتمع الامريكي عاراً عليه !!
كتبت سوزان فيلدز، محلِّلة صحيفة
الواشنطن تايمز : إنّ الكثير من الأطفال عديمي الوليّ الذين يعيشون في كنف
العوائل المتطوِّعة للاحتفاظ بهم، يتعرّضون للضّرب والإهانة وسوء
المعاملة، بل انّهم يقتلون في بعض الأحيان .تقول فيلدز:أنّ نوعيّة تعامل
المجتمع مع أبنائه علامة مهمّة على هويّة ذلك المجتمع الحقيقيّة .وتضيف :
إنّ عدد الأطفال المتسكِّعين يزداد في أمريكا يوماً بعد يوم، حتّى أنّ
الشرطة عثرت أحياناً على حديثي الولادة في براميل الأوساخ. وفي مثل هذه
الحالات لا تكفي المساعدات المالية للاُمّهات، بل لا بدّ من إيجاد مراكز
خاصّة لتلبية الحاجيات الأساسيّة لهؤلاء الأطفال» .
1 ـ الخلط بين التقاليد المتخلِّفة وبين نظرية الاجتماع الإسلامي :
إنّ
من الأمور الأساسية التي يجب على الكتّاب والمثقّفين الإسلاميين ودعاة
الإسلام ايضاحها وبيانها هي المغالطات التي يحاول خصوم الفكر الإسلامي، أو
المخدوعون بالفكر المادي المنحلّ، أو الذين اختلطت عليهم المفاهيم فتغلّب
الخلط وسوء الفهم، هو الخلط وعدم التمييز بين ما هو اسلامي يقوم على أسس
القيم والمبادئ الإسلامية وبين ما هو عادات وتقاليد اجتماعية متخلِّفة نشأت
في مجتمعات المسلمين المتخلِّفة، والتي تتناقض وروح الإسلام ومبادئه
ومنهاج تنظيمه للمجتمع والعلاقات الجنسية وأسس العلاقة بين الرّجل والمرأة،
فراحوا ينسبون عن جهل أو عمد كل ما يشاهدونه في مجتمع المسلمين الى
الإسلام. ولا بدّ لنا هنا من أن نشير إلى أنّ هناك فرقاً بين مجتمع
المسلمين القائم الآن، وبين المجتمع الإسلامي الذي يجب أن يقوم على أساس
الإسلام، وقد أوضحنا ذلك في تعريف المجتمع الإسلامي .
وأنّ هذا التخلّف الاجتماعي في مجتمع المسلمين هو جزء من التخلّف العام في مجال العلم والمعرفة والتنمية والتصنيع والصحّة ... الخ .
إنّ
الصورة الاجتماعية المشوّهة التي ينتزعها بعض الباحثين الاجتماعيين من
بيئات اجتماعية متعدِّدة، كالدراسة التي تجري على وضع المرأة الاجتماعي في
ريف مصر أو العراق أو المغرب العربي أو صحراء الجزيرة العربية ... الخ،
فتشخِّص مشاكل المرأة من خلال النظرة الريفية أو الصحراوية المتخلِّفة
الظالمة للمرأة، ثمّ تعرض تلك الدراسات صورة ممثّلة للاجتماع الإسلامي؛
لانّ أفراد تلك المجتمعات أناس مسلمون، ويتغافل عن أنّ تلك المفاهيم
والممارسات لا علاقة لها بالفكر والممارسة الإسلامية، وهي لا تتعارض فحسب
مع القيم والأحكام الإسلامية،بل وقد كرّس الإسلام جزءاً من فكره وقوانينه
وقيمه لمحاربتها وتغييرها.
الهوامش
1 قال الطبرسي في مجمع البيان مفسِّراً هذه الآية : «... يستخدم بعضهم بعضاً فينتفع أحدهم بعمل الأخر له فينتظم بذلك قوام العالم» .
2 الطريحي / تفسير غريب القرآن الكريم، والطباطبائي / تفسير الميزان .
3 المصدران السابقان .
4 المعجم الوسيط .
5 يأنس بها الإنسان لتبديدها الظلمة وتوفير الدفء ولانضاجها الطعام .
6 المعجم الوسيط .
7 صحيح البخاري / كتاب الأدب / باب (27) .
8 الدكتور أنور سلطان/ المبادئ القانونية العامّة / ص 16 .
9 الحرّ العاملي / وسائل الشيعة / كتاب الصّلاة / أبواب أحكام اللّباس / الباب 13 .
10 المصدر السابق .
11 البخاري / صحيح البخاري / ج 7 / ص 55 .
12 د. نديم عطا الياس / سيقهر الماء صُمَّ الحجر / ص 42 .
13 المصدر السابق / 46 .
14 المصدر السابق / ص 50 .
15 المصدر نفسه .
16 المصدر نفسه .
17 المصدر السابق / ص51 .
18 إسعاف الرّاغبين المطبوع على هامش نور الأبصار للشبلنجي/ ص 96 .
19 صحيح مسلم / ح 15 / ص 201 / دار إحياء التراث العربي .
20 سنن الترمذي، ومسند أحمد بن حنبل / ج 4 / ص 5، وخصائص النسائي/ ص 25 .
21 الطبري/ ذخائر العقبى/ ص 36 .
22 البخاري/ ج 3/ ص 196 .
23 الكليني/ الفروع من الكافي/ ج 5/ ص 320/ ط 3 .
24 المصدر نفسه .
25 الكليني / الكافي / ج 5 / كتاب المعيشة / ص 67 .
26 الحرّاني / تحف العقول عن آل الرسول / مواعظ النبيّ (ص) .
27
يستثني الفقهاء من ذلك عدم جواز تولِّي المرأة ولاية أمر المسلمين
والقضاء. ويذهب البعض إلى أنّ ليس هناك نص يعتمد عليه في منع المرأة من
تولِّي القضاء .
28 كالنص الوارد عن الرسول (ص) في إمامة أهل البيت (ع)
في حجّة الوداع وغيره . راجع مسند أحمد / ج 1 / ص 118 ، وسنن ابن ماجة / ج
1 / ص 43 / ح 116 ، ومستدرك الحاكم / ج 3 / ص 109 .
29 الشهيد السيد محمّد باقر الصدر/ الإسلام يقود الحياة/ ص 171 .
30 يعنون بذلك (أبا بكر) .
31 ابن قتيبة الدينوري/ الامامة والسياسة / ج 1، ص 19 .
nouna- النشيط
- عدد المشاركات : 305
العمر : 44
مواضيع مماثلة
» دور العقيدة في إصلاح المجتمع / للشيخ عبدالعزيز باز
» سلسلة قضايا المجتمع مع لطفي DK - ربي يهدينا -
» ما هو سر قوة المرأة ؟
» كيفية امتلاك قلب المرأة
» من هو الرجل الذي لا تنساه المرأة ؟
» سلسلة قضايا المجتمع مع لطفي DK - ربي يهدينا -
» ما هو سر قوة المرأة ؟
» كيفية امتلاك قلب المرأة
» من هو الرجل الذي لا تنساه المرأة ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 نوفمبر 2021 - 14:58 من طرف prunez
» مجموعة بروونز للإستشارات الأكاديميه و الدراسات
الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 12:28 من طرف prunez
» شركة هنتمدز للخدمات الطبية
الثلاثاء 27 فبراير 2018 - 18:38 من طرف prunez
» برنامج korg wavestation بصوت عربي (خاص-flstudio )
الخميس 1 يناير 2015 - 21:10 من طرف abdellah
» مجموعة بروونز للإستشارات الأكاديميه و الدراسات PRUNEZ Research
الثلاثاء 13 أغسطس 2013 - 14:21 من طرف prunez
» إذا سألتك كم الساعة؟ هل تعرف تجاوبني ؟
الجمعة 26 أبريل 2013 - 12:47 من طرف lilou84
» مفاتيح نود 32 لغاية 05.08.2017
الخميس 7 مارس 2013 - 13:39 من طرف idris yamaha
» كسر حماية كارت سيم لهاتف [Débloquer] Samsung Galaxy Teos et Naos
الإثنين 11 فبراير 2013 - 20:41 من طرف hchipaf
» Dj's From 25 - Staifi Chaoui Mix 2012
الأربعاء 21 نوفمبر 2012 - 11:19 من طرف hchipaf