ولاد عنابة

حسن النية لوجه الله تعالى 123_211


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ولاد عنابة

حسن النية لوجه الله تعالى 123_211
ولاد عنابة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حسن النية لوجه الله تعالى

اذهب الى الأسفل

حسن النية لوجه الله تعالى Empty حسن النية لوجه الله تعالى

مُساهمة من طرف zaki الجمعة 13 مايو 2011 - 12:38

. حسن النية.. لوجه الله ..
جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص .. وعشت معهم سنين .. لا أذكر أني
رأيت منهم ابتسامة .. بل ولا حتى مجاملة بضحك على طرفة .. أو تفاعل مع
متحدث .. كنت أظن أنهم نشئوا هكذا ولا يستطيعون غيره ..
ثم تفاجأت برؤيتهم في مواطن معينة .. ومع بعض الناس – من الأغنياء وأصحاب النفوذ تحديداً – يحسنون الضحك والتلطف ..
فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلا لمصلحة .. فيفوتهم بذلك أجر عظيم ..
إذن المؤمن يتعبد لله تعالى بأخلاقه ومهارات تعامله .. مع جميع الناس ..
لا لأجل منصب أو مال .. ولا لأجل أن يمدحه الناس .. ولا لأجل أن يزوج أو
يسلف مالاً .. وإنما ليحبه الله ويحببه إلى خلقه ..
نعم .. من اعتبر حسن الخلق عبادة .. صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني والفقير .. والمدير والفراش ..
لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشارع .. ومد يده إليك ؟ ودخلت يوماً آخر
على مسئول كبير فمد يده .. هل هما متساويان ؟ في احتفائك بهما .. وتبسمك
وبشاشتك ؟
لا أدري !!
أما رسول الله صلي الله عليه وسلم فكانا عنده متساويين في الاحتفاء والنصح والشفقة ..
وما يدريك لعل من تزدريه وتتكبر عليه يكون عند الله خيراً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه ..
قال الحبيب صلي الله عليه وسلم : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) ([1]) ..
وقال للأشج بن عبد قيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله ) ..
فما هما الخصلتان : قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
استبشر الأشج .. وقال : ما هما يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ( الحلم .. والأناة ) .. ([2])
وسئل صلي الله عليه وسلم عن البر ؟.. فقال : ( البر حسن الخلق ) .. ([3])
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) ..([4])
وقال صلي الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً
الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )

.. ([5])
وقال صلي الله عليه وسلم : ( ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) ..([6])
وقال صلي الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) ..([7])
ومن حسن خلقه ربح في الدارين .. وإن شئت فانظر إلى أم سلمة ..
وقد جلست مع رسول الله صلي الله عليه وسلم .. فتذكرت الآخرة وما أعد الله فيها ..
فقالت : يا رسول الله .. المرأة يكون لها زوجان في الدنيا .. فإذا ماتت .. وماتا ..
فإذا ماتت وماتا ودخلوا جميعاً إلى الجنة .. فلمن تكون ؟
فماذا قال صلي الله عليه وسلم ؟ تكون لأطولهما قياماً ؟ أم لأكثرهما صياماً ؟ أم لأوسعهما علماً ؟ كلا ..
وإنما قال صلي الله عليه وسلم : تكون لأحسنهما خلقاً ..
فعجبت أم سلمة .. فلما رأى دهشتها قال عليه الصلاة والسلام :
ياااا أم سلمة .. ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ..
نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة ..
أما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة في قلوب الخلق .. وأما خير الآخرة فهو ما يكون له من الأجر العظيم ..
ومهما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحات .. فإنها قد تفسد عليه إذا كان سيء الخلق ..
ذُكر للنبي حالُ امرأة ..
وذكر له أنها تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل .. لكنها تؤذي جيرانها بلسانها ..( يعني سيئة الخلق ) ..
فقال : ( هي في النار ) ..
وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ..
في كل خلق حميد .. كان أكرمَ الناس .. وأشجعَهم .. وأحلمَهم ..
كان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها ..
كان أميناً صادقاً .. يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين .. والفساقُ قبل الصالحين ..
حتى قالت خديجة أول ما نزل عليه الوحي .. لما رأت تغير حاله .. قالت :
والله لا يخزيك الله أبداً .. ( لمـــاذا ؟؟ ) ..
إنك لتصل الرحم ..
وتحمل الكل ..
وتكسب المعدوم ..
وتقري الضيف ..
وتعين على نوائب الحق ..
وتصدق الحديث ..
وتؤدي الأمانة ..
بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة .. فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
وكان خلقَه القرآن ..
نعم خلقه القرآن .. فإذا قرأ ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .. أحسن ..
نعم أحسن إلى الكبير والصغير .. والغني والفقير .. إلى شرفاء الناس
ووضعائهم .. وكبارهم وصغارهم ..
وإذا سمع قول الله : ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ) .. عفا وصفح ..
وإذا تلا : ( وقولوا للناس حسناً ) .. تكلم بأحسن الكلام ..
فمادام أنه قدوتنا .. ومنهجه منهجُنا ..
تأمل حياته .. كيف كان يتعامل مع الناس .. كيف كان يعالج أخطاءهم .. ويتحمل أذاهم ..
كيف كان يتعب لراحتهم .. وينصب لدعوتهم ..
فيوماً تراه يسعى في حاجة مسكين .. ويوماً يفصل خصومة بين المؤمنين ..
ويوماً يدعو الكافرين ..
حتى كبرت سنه .. ورق عظمه .. ووصفت عائشة حاله فقالت :
كان أكثرُ صلاة النبي بعدما كبر جالساً ( لمـــاذا ؟؟ ) ..
بعدما حطمه الناس .. نعم .. حطمه الناس ..
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
بل بلغ من حرصه على الخلق الحسن .. أنه كان يدعو الله فيقول – ( اللهم كما أحسنت خَلْقي فأحسن خُلقي ) ([8]) ..
وكان يقول صلي الله عليه وسلم : ( اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي
لأحسنها إلا أنت، وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ) ([9])
فنحن نحتاج إلى أن نقتدي به في أخلاقه ..
مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم ..
بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام ..
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير
استغفر الله لذنبي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الاولون والاخرون
إشارة ..
أحسن النية .. لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله ..



; للدكتور محمد العريفي
zaki
zaki
النشيط
النشيط

عدد المشاركات : 407
العمر : 37

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى